Wednesday, December 3, 2008

رائحة الدفء


هل ترغب في قطعه من البطاطا قبل ان ترحل ؟

لست متأكده من انك سوف سوف تجد منها عند عودتك

يرمقني زوجي بنظرة استغراب و يدعو لي ان أتناولها بالهناء و الشفاء و يطل التعجب من عينيه الحانينين و هو الذي يعاني معي كي اتذكر أن آكل... يودعني ويرحل لعمله آخذا معه دفئه الذي يحوطني و يملأ المكان
... لأبدأ طقسي المقدس و البطاطا

اشعل الفرن كي تسخن مره اخرى و تعبق الرائحة الشقه... اغلق التكيف ... ارتدي شيئا شتويا ... و انتظر البطاطا قليلا

اضع واحدة بطبق

اغلق عيني

اجدني في شرفة منزلنا ببيت امي صباح يوم شتوي بارد يغمره الشمس ... اخي بجانبي.. نشم رائحة البطاطا و نمني انفسنا بالدفء المنبعث من مجرد رائحتها ... تأتينا أمي بها ... تحذرنا من سخونتها الشديدة ... تقوم بشقها لنا كي تبرد اسرع ... نظل انا و اخي نتابع البخار المتصاعد منها ... كل منا يصف الشكل الذي يراه ... نحرك الاطباق فتصنع اشكالا مختلفه من الدخان... فهي تاره ورده و مره اخرى كائن فضائي و احداهم عصفور ... و في هذه الاثناء لا مانع من اختبار درجة السخونه كل دقيقة حتى نبدأ في أكلها فالرائحة اقوى من ان نقاومها.. حتى لو الهبنا السنتنا فتنتهي قبل ان تكون قد بردت و صالحه للاكل الان

تأتينا امي بـأطباق جديدة بارده قليلا قبل ان نطلب

فجئة اعود لواقعي من برودة المكان

احاول استحضار متعه الدفء التي كنت اشعر بها في كل مره اتناول فيها البطاطا فأفشل .. هي نفس الرائحه الممتعة لكن بدون دفئها.. دفء امي التي كانت تبثه في كل ما كانت تعده لنا .. دفء متعة صحبة اخي و نحن نتناولها سويا .. دفء حبهما لي

لذا اعشق البطاطا فهي تذكرني برائحة دفئهما