لماذا يغيرنا هكذا

هي صديقتي منذ ان كان عمرنا خمس سنوات
كنا لا نفترق و من يرد ان يبحث عني فليسأل عنها , كنا شخصيتان متضادتان كنت اتمتع بالهدوء و هي تمتع بالشقاوة المفرطه لكننا كنا على انسجام تام
تمر الايام بنا فنبتعد لفترات لظروف الحياة أو الدراسه ثم نلتقي كأننا تركنا بعض الامس فقط كأن شيئا لم يكن وهكذا لسنين
ألحت عليا مؤخرا الرغبه الشديده في زيارتها فلم نتقابل منذ 5 أشهر تقريبا و مكالمة تليفون لن تشبعني من شقاوتها و رؤية كل جزء بها يتطاير من الفرحة لرؤيتي
ذهبت لأجدها واحده أخرى تماما
يملأ عينها الحزن و الكسرة فلا اجدها تلك الشقية التي بمجرد ان اجلس معها انسى كل همومي لأرد كما كنت طفله لا تحمل للدنيا هما فابتسامتها و ضحكتها لم تكن تفارقها فهي الشعنونه كما كان يطلق عليها
اخبرتني انها مرت بتجربه خطبه فاشله, تدعي معها انها لا تهتم لهذا الفراق و انها اسعد حالا الآن و انها مرحله من حياتها و قد انتهت و رحلت,

لكن هذا المرحلة التي تدعي انها انتهت .... انتهى معها الكثير منها و من شخصيتها
توقفت كثيرا امامها أنظر لها فلا اجد تلك الابتسامه المفعمه بالحيويه

انظر لعيناها فلا اجد لذلك البريق الذي كان يميزها آثر ... حتى نبرة صوتها الصاخبه المفعمه بالحيويه أصبحت كلمات قليلة تخرج من قلب حزين يدعي الثبات و عدم الاهتمام
اخبرت امي بما شعرت به بعد زيارتي لصديقتي ... فاخبرتني اني الاخرى قد تغيرت كثيرا بعد انتهاء خطبتي انا الاخرى
لم اقاوامها كثيرا .... فأنا على يقين تام من هذا التغير الذي طرأ بي واني تغيرت تماما كما تغيرت صديقتي
لماذا يؤثر هذا الحدث بالذات في حياتنا بهذا الشكل
لماذا يفترسنا هكذا ليأخذ منا ما يميزنا
يقولون ان لا احد يموت من الفشل في تجربة حب
اعترف انه لا يميت لكني ادركت ان الموت ارحم بكثير من ان تحيا بلا هويتك ان تحيا بدون ما كان يميزك و يميز نظرة عيناك قبل ان يدخل حياتك من يسلبها منك
بالرغم من دخول هؤلاء الاشخاص و خروجهم من حياتنا دون ان يتبقى لهم رصيد في قلوبنا الا انهم يحدثون ذلك التغير بنا
يسرقون منا فرحتنا و ما يميزنا , يسرقوت بريق عيننا , و يأخذون معها ثقتنا في الاخرين و يمنحونا في المقابل وجه آخر لا يشبه ملامحنا

و عينان آخرتان تنظاران للحياة بشكل آخر

قلب لا يحتمل عبث آخرين بمشاعره او حتى مجرد الاقتراب منه على استحياء
فهو قلب لا يدري هويته ...اهو لذلك الشخص القديم بكل ماكان يحمله من نقاء و ثقه مطلقه في الاخرين ... ام لذلك الشخص الجديد الذي يتردد حتى في ان يرد تحية الاخرين من شدة خوفه
فيتركك بقايا انسان بلا هوية او شخصيه او حتى جرأه على خوض الحياة
قلب يموت رعبا و جبنا من محاولة عبور اسواره التي لم يدع بها بابا واحدا به من خوفه من ان يحاول احدهم الطرق عليه
قلب لا يملك ان يتذكر نفسه قديما الا من خلال ترديده تلك الحدوته الصغيره عسى ان يستعيد نفسه على امل ان يترك تلك المنطقه الرماديه التي يقف عندها الآن
كان ياما كان كان في عصفور قلبه صغير ... ريشه قصير .. حلمه يرفرف بره الصور كان انسان من طين من نور كان بيدور على الي يخضر قلب الناس القاسي البور
كان ياماكان قلب في حدوته رق و حن... رق و حن على البنوته في زمن اتجن
زمن الناس في قلوبها وحوش... زمن الغاب و الناب و وشوش.... تحزن غشه و تضحك زور
كان ياماكان احلام بضفاير قلب و بس ذنبها ايه لو قلبها طاير حب و حس
بنوته في حدوته جنان و بتجري و راها الايام.... هيا وكل بنات الحور